تعد العمارة المستدامة أحد الاتجاهات المعمارية الحديثة التي تهدف إلى تقليل الأثر البيئي للمباني، ورغم أن مصطلحات مثل العمارة الخضراء أو البيئية تُستخدم أحيانًا بالتبادل مع “العمارة المستدامة”، هناك فروق واضحة بين هذه المفاهيم، كما أوضح المهندس هشام هلال، في برنامج “جدار”.

لذا في هذا المقال، نتعرف إلى ما هي العمارة المستدامة والفرق بينها وبين العمارة الخضراء والبيئية، فتابع القراءة.

ما هي العمارة المستدامة؟

العمارة المستدامة نمط تصميمي يهدف إلى تقليل استنزاف الموارد الطبيعية، والحفاظ على البيئة، لذا يعتمد هذا النوع من العمارة على:

  • استخدام مواد صديقة للبيئة في البناء.
  • تقليل استهلاك الطاقة والمياه.
  • تصميم المبنى ليكون جزءًا متناغمًا من محيطه الطبيعي والاجتماعي.

وقد أوضح المهندس هشام هلال في حديثه أن العمارة المستدامة لا ترتكز فقط على استخدام تقنيات ذكية أو أنظمة متطورة، إنما تنطلق من “فكر التصميم السلبي”، أي الاستفادة من العناصر الطبيعية كالضوء والتهوية قبل اللجوء إلى الحلول التكنولوجية، وشدّد على أهمية دمج الهوية المعمارية المحلية في المبنى، لجعل التصميم أكثر ارتباطًا بالمكان.

الفرق بين العمارة المستدامة والعمارة الخضراء والبيئية

قد تبدو المفاهيم الثلاثة متقاربة، لكن الحقيقة أن كل مصطلح يحمل دلالة خاصة:


العمارة الخضراء 

بالإجابة عن “ماهي العمارة الخضراء” نجد أنها تُعنى بتقليل الأثر البيئي للمباني، بما يلي:

  • اختيار مواد بناء طبيعية أو قابلة لإعادة التدوير.
  • استخدام أنظمة موفرة للطاقة والمياه.
  • دمج مصادر الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية.

ومن ثم يركز هذا المفهوم غالبًا على البيئة فقط، دون التطرق بالضرورة للأبعاد الاقتصادية أو الاجتماعية.

العمارة البيئية

بالنظر إلى ما هي العمارة البيئية نجد أنها تهدف إلى دمج المبنى بانسجام تام مع البيئة المحيطة به، بحيث يبدو كأنه جزء من الطبيعة، سواء من حيث التصميم الخارجي، أو المواد المستخدمة، أو توزيع المساحات الداخلية والخارجية.

مع الأخذ بعين الاعتبار عناصر مثل المناخ، والتضاريس، واتجاه الرياح والشمس، بما يحقق توازنًا بيئيًا بصريًا.


العمارة المستدامة 

تُعد المصطلح الأكثر شمولًا، إذ تتجاوز الجوانب البيئية لتُراعي كذلك البعد الاجتماعي والاقتصادي، فهي تهدف إلى إنشاء مبانٍ تضمن كفاءة الطاقة، وتقليل التكاليف على المدى البعيد وتحقيق راحة للسكان.

لماذا نحتاج إلى العمارة المستدامة اليوم؟

يشهد العالم في الآونة الأخيرة ظروف بيئية صعبة مثل تغيّر المناخ ونقص الموارد والتلوث، وهذا ما أبرز مفهوم العمارة المستدامة، وجعله خيارًا مطروحًا بكثرة مؤخرًا. ومن أبرز فوائد العمارة المستدامة:

  • تقليل استهلاك الطاقة بالاعتماد على الضوء الطبيعي وعزل المبنى حراريًا، ومن ثم تقليل استخدام أجهزة التبريد والتدفئة.
  • الحفاظ على الموارد باستخدام مياه الأمطار، واختيار مواد بناء قابلة لإعادة التدوير.
  • تحقيق الراحة الصحية والنفسية عبر خلق بيئة داخلية مريحة وآمنة.
  • خفض التكاليف التشغيلية خاصة في المدى البعيد، من خلال تحسين كفاءة الأنظمة وتقليل الصيانة.

وأكد المهندس هشام هلال عبر اللقاء أن التصميم الواعي لا يعني التكلفة المرتفعة دائمًا، إنما الذكاء في توزيع الفراغات واستخدام المواد المحلية حتى لا نحمّل العميل أعباء زائدة.

لمَ مفهوم العمارة المستدامة ليس شائعًا بيننا؟

بعد معرفة ما هي العمارة المستدامة وأهميتها، قد تتعجب من كونه مصطلحًا غير شائع، ويرجع الأمر إلى عوائق تقف أمام انتشاره الواسع، منها:

  • قلة الوعي بين العملاء والمطورين، إذ لا يزال الكثيرون يفضلون التصاميم التقليدية.
  • ضعف التشريعات التي تلزم باستخدام معايير الاستدامة في البناء.
  • ارتفاع التكلفة المبدئية رغم أنها غالبًا ما تُعوض على المدى البعيد من خلال تقليل المصاريف التشغيلية.

نستنتج مما سبق أن العمارة المستدامة طريقة مثلى لبناء بيئة أكثر أمانًا وصحة وكفاءة، ولمزيد من المعلومات عن سوق العقارات ومصطلحاته، ندعوك لسماع باقي حلقات بودكاست “بناء” حتى تكون على وعي ودراية أكثر.

أقرأ أيضًا :

الهندسة المعمارية المستدامة

فاميلي بيزنس

شركات عقارية موثوقة

أفضل استثمار في الوقت الحالي

اعرف عن سوق العقاري المصري ما بين شقق وفلل ومحلات تجارية عبر المدونة

Title
.