في سوق العقارات المصري المتشابك، يبحث الكثيرون عن فرصة للاستثمار في شقة أو قطعة أرض تضمن لهم عائد مالي جيد، أو توفر لهم مسكنًا مستقرًا للعائلة. لكن، وسط هذا الطموح المشروع، يقع البعض في براثن شركات عقارية سيئة السمعة.
تلك الشركات لا تكتفي بتعريض مدخرات العملاء للخطر، بل تترك خلفها قصصًا من المعاناة، وخسائر مالية مريرة.
وبجانب أن التعامل مع هذه الشركات يشبه إلقاء المال في النار، فهو يفتح بابًا لمتاعب قانونية ونفسية قد تمتد لسنوات.
الشركات سيئة السمعة ليست دائمًا كيانًا واضحًا يسهل التعرف عليه، على العكس، بعضها يُظهر واجهة أنيقة، ومكاتب فاخرة، وإعلانات براقة، لكنها من الداخل تفتقر إلى أبسط مقومات المهنية، وتفتعل عروضًا خيالية، مثل تسليم الوحدات في مواعيد مستحيلة، أو تقديم تسهيلات سداد وهمية.
غالبًا، تتورط هذه الشركات في بيع وحدات وهمية، أو إعادة بيع نفس العقار لأكثر من شخص، وقد تبيع أراضي لا تملكها من الأساس، وبعض العملاء يكتشفون -بعد دفع مبالغ طائلة- أن الشركة لا تمتلك تصاريح البناء، أو أن الأرض المقامة عليها مشروعاتهم عليها نزاع قانوني.
التعامل مع الشركات سيئة السمعة ليس مجرد مخاطرة في الاستثمار، بل له مجموعة من المخاطر الكبيرة، أهمها:
العميل يفقد أحيانًا كل مدخراته في صفقة فاشلة، ويجد نفسه مطالبًا ببدء رحلة قضائية مرهقة لاسترداد أمواله، دون ضمان للنجاح.
من يحلم بالسكن في شقته الجديدة بعد الزواج قد يواجه تأجيلًا يمتد لسنوات، أو يجد المشروع توقف تمامًا، ليبقى مشتتًا بين الإيجار والانتظار.
الدخول في خصومة قانونية مع شركات عقارية سيئة السمعة قد يستنزف وقتًا وجهدًا دون تحقيق نتائج مرضية؛ بسبب التلاعب القانوني الذي تتقنه بعض هذه الشركات.
حتى في الحالات التي يُسلَّم فيها العقار، قد يكتشف المشتري عيوبًا إنشائية خطيرة، أو وجود مشكلات في المرافق، ما يؤدي إلى انهيار قيمة الوحدة عند محاولة بيعها لاحقًا.
لكي تتجنب أضرار التعامل مع شركات عقارية سيئة السمعة عليك باتباع التوجيهات الآتية:
لا ينحصر التأكد من أوراق الملكية في إلقاء نظرة سريعة، بل يستلزم عرضها على محامٍ متخصص في العقارات، للتحقق من صحة المستندات، وخلو العقار من النزاعات.
الاعتماد على صور الإعلانات فقط قد يقود إلى خيبة أمل، وزيارة الموقع هي التي تكشف الحقيقة، وتوضح مدى جدية الشركة في تنفيذ المشروع.
من الضروري التواصل مع عملاء سابقين للشركة، وسؤالهم عن تجربتهم مع مواعيد التسليم، وجودة التشطيب، وخدمات ما بعد البيع.
الشركات الجادة تقدم عروضًا منطقية، أما من يروج لأسعار أقل كثيرًا من السوق، أو وعود تسليم غير واقعية، فغالبًا يخفي وراءه مشكلة كبيرة.
تُمثل هذه جزء من أهم نصائح عند شراء من مطور عقاري، أما في وقت البيع يجب عليك البحث عن أهم نصائح عند بيع شقة.
من خلال تحليل سوق العقارات في مصر، يمكنك أن تتفادى الوقوع في فخ شركات عقارية سيئة السمعة بالنظر إلى بعض العوامل التي تحدد مدى موثوقية الشركة، وأهم هذه العوامل هي
الشركات التي تملك سجلًا طويلًا من الإنجازات، وتاريخًا مشرفًا في تسليم المشروعات، تعد أكثر أمانًا.
الشركة التي أنهت مشروعات سابقة في موعدها، وبجودة مناسبة، تعطي إشارة مطمئنة لمستقبل مشروعاتها الحالية.
الاطلاع على القوة المالية للشركة، ومدى قدرتها على تمويل المشروعات، يحد من المخاطر المتعلقة بتوقف البناء.
الشركات المحترمة تفتح أبوابها أمام أسئلة العملاء، وتعرض كل تفاصيل العقود، دون محاولة إخفاء أي بند.
رغم انتشار شركات عقارية سيئة السمعة في السوق، لازال بإمكان المستثمر الذكي أن يتفاداها، بشرط عدم التسرع، والالتزام بالتحقق القانوني، والاستماع إلى تجارب الآخرين.
في النهاية، شراء العقار لا يجب أن يكون مغامرة غير محسوبة، بل خطوة مدروسة تؤمن لك استثمارًا آمنًا.